للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هل يقع التعارض في القرآن الكريم؟]

لا يوجد تعارض حقيقيٌ في القرآن، هذه حقيقة لا جدال فيها، لأن الله أخبرنا بذلك، فالقرآن لا ريب فيه، ولا يمكن أن يتطرق إليه الاختلاف بوجه من الوجوه؛ لأن الله سبحانه حين أنزل القرآن للناس، جعله هاديًا للتي هي أقوم، جعله نورًا يهتدي به الناس ليخرجوا من الظلمات.

ومن تمام كون القرآن نورًا وهدى ألا يكون فيه تعارض ولا اختلاف بوجه من الوجوه؛ لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، قال سبحانه: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: ٨٢]، وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: ٢٤].

فالذي يمكن حصوله أن يتوهم العقل وجود تعارض بين آية وآية، أو بين آية وحديث، أو بين حديث وحديث، أمَّا أن يحصل هذا التعارض حقيقة فلا يمكن بحال من الأحوال.

* من حِكَمِ حصول توهم التعارض:

١ - لا شك أن عقول بني آدم متفاوتة، وعلمهم متفاوت كذلك، ومن تمام حكمة الله تعالى في خلقه أن يُظهر فضل أهل العلم، وشرفهم، فإذا توهم متوهم

<<  <   >  >>