كثيرةٌ هي المشاريع القرآنية التي يمكن تتبعها وتدبرها، والانتفاع بالقرآن من خلالها، غير أني أنبهك على بعض المشاريع التي يمكن أن يجد فيها مريدٌ بُغيته.
[١ - ومن المشاريع:(مشروع المضغ).]
قال بشر بن السري:«إنَّما الآية مثل التَّمرة كلما مضَغْتَها استَخرْجت حلاوتها» [البرهان في علوم القرآن: (١/ ٤٧١)].
إنَّ القرآن كالتمرة كلما زِدتها مضغًا أعطتك حلاوة، فجرِّب أن تأخذ آية من كتاب الله، أو سورة، وقلب هذه السورة، تعرَّف على معناها العام، ثم صلِّ بها، وتوسع فيما أنت بحاجة إلى التوسع فيه من معانيها، ولاحظ المعاني المتكررة في السورة، وكررها مرة أخرى.
إنَّ القرآن «لا تزيده تلاوته إلا حلاوة، ولا ترديده إلا محبة، ولا يزال غضًّا طريًّا، وغيره من الكلام، ولو بلغ في الحسن والبلاغة مبلغه؛ يُمل مع الترديد، ويُعَادى إذا أعيد، لأنَّ إعادة الحديث على القلب أثقل من الحديد.