للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٤) إجماع الصحابة على صحته ودقته، وعلى سلامته من الزيادة والنقصان، وتلقيهم له بالقبول والعناية.

وبعد أن تمَّ الجمع الأول، صارت الصحف إلى أبي بكر، ثم إلى عمر، ثم إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر أجمعين.

بعد ذلك: أصبح القرآن الكريم بعد الجمع الأول محفوظًا في مصاحف تجمع سوره وآياته كاملة بين دفتين، أحدها: مصحف أبي بكر الموجود في بيت حفصة أم المؤمنين ، وقد كان نفر من الصحابة الذين حملوا القرآن عن النَّبي يكتبون القرآن بأيديهم وفق ما سمعوه من النَّبي ، ونظرًا لنزول القرآن على سبعة أحرف فقد كان يقع أن يكون الذي مع صحابي منهم هو على حرف خلاف الذي مع صحابي آخر، ونظرًا إلى أنه وقع في العرضة الأخيرة نسخٌ [والعرضة الأخيرة، هي: آخر مرة قرأ جبريل فيها القرآن على النبي في رمضان]، ونظرًا إلى أنَّه ليس كل واحد من أولئك الصحابة شهد تلك العرضة = فقد وقع أن اختلف صحابة النَّبي في القرآن اختلافًا لا يخرج عن كونه اختلافًا في الأحرف التي تدور عليها آيات القرآن، وما يمكن أن يكون منها منسوخًا وما يمكن أن يكون منها محفوظًا، ولو بقي هذا الاختلاف في المحفوظ في الصدور يتداوله حملة القرآن عن أشياخهم = لهان الأمر، ولكان من جنس اختلاف الصحابة في الأحرف السبعة حتى في زمان حياة النَّبي ، ولكنه تعدى إلى الذين ينظرون في الصحف لا يتبينون وجه هذه الكلمة المكتوبة في هذا المصحف ولِمَ تختلف صورتها باختلاف المصاحف، ولِمَ يوجد في مصحف ما لا يوجد في آخر؟

<<  <   >  >>