للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهنا: مست الحاجة إلى جعل هذا المكتوب على صورة تسد باب اختلاف الذين لا يعلمون، ولم يكن أمام عثمان للقيام بهذه العملية التوحيدية أفضل من مصحف أبي بكر ، لذا فقد جعله أمامه، وقام باستنساخه.

وكانت أركان هذه العملية التوحيدية ثلاثة، وهي:

(١) أن تنسخ الصحف الأولى التي جمعها زيد بن ثابت في عهد أبي بكر الصديق في مصاحف متعددة عبر منهج حدده عثمان .

(٢) أن ترسل نسخة إلى كل مصر من الأمصار؛ فتكون مرجعًا للناس منه يَقرَؤُون ويُقرِؤُون، وإليه يحتكمون عند الاختلاف، ومع كل نسخة قارئ يُقرئ الناس بها.

(٣) أن يحرق ماعدا هذه النسخ.

وقد تم هذا الجمع عبر لجنة مكونة من أربعة أشخاص، وهم: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

وقد أجمع الصحابة على هذا الجمع العظيم، وقد قال علي : «رحم الله عثمان، لو وليته؛ لفعلت ما فعل في المصاحف».

وقد وقع خلاف بين العلماء في عدد المصاحف، والصحيح أنها ستة: المصحف الذي استكتبه عثمان لنفسه، والمصحف المدني الذي كان عند زيد بن ثابت، والمصحف المكي، والمصحف الكوفي، والمصحف البصري، والمصحف الشامي، وهذه المصاحف هي التي نقل العلماء عنها، وحكوا ما فيها من الرسم، أمَّا ما عدا ذلك كالمصحف المنسوب للبحرين أو لليمن، فلم ينقل عنهما، مما يشير إلى عدم وجودهما أصلًا.

<<  <   >  >>