للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين بدأت الدراسات اللغوية في العراق، وكان خلوُّ الكتابة العربية من العلامات من أولى المشكلات التي عالجتها تلك الدراسات.

وتُجمِع المصادر العربية القديمة على أن أبا الأسود الدؤلي (ظالم بن عمرو [ت: ٦٩]) هو أول من اخترع طريقة لعلامات الحركات تعتمد على النقاط الحمر، وكان ذلك في البصرة، فجعل الفتحة نقطة فوق الحرف، والكسرة نقطة تحت الحرف، والضمة نقطة أمام الحرف، وجعل التنوين نقطتين.

وتنسب المصادر العربية إلى نصر بن عاصم الليثي البصري (ت: ٩٠)، وهو تلميذ أبي الأسود الدؤلي، اختراع نقاط الإعجام التي تميز بين الحروف المتشابهة في الرسم، مثل الدال والذال، والراء والزاي، ونحوها، وكان ذلك بتوجيه من الحجاج بن يوسف الثقفي في أثناء ولايته على العراق بين سنة (٧٥ - ٩٥ هـ).

ولم تستمر طريقة أبي الأسود الدؤلي في تمثيل الحركات بالنقاط الحمر طويلًا، لصعوبتها عند الكتابة، واحتمال التباسها بنقاط الإعجام التي وضعها نصر للتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم، وذلك حين جعل الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (ت: ١٧٠) الحركات حروفا صغيرة مكان النقاط الحمر، وكذلك وضع الخليل علامة للهمزة والتشديد والرَّوْم والإِشْمام، واستخدمت العلامات الجديدة تدريجيًا، حتى زالت طريقة الدؤلي بعد ذلك.

وصارت المباحث المتعلقة بالعلامات الكتابية علمًا أُطلق عليه اسم (علم النَّقط والشَّكل)، وهو يعالج كيفية استخدام العلامات في رسم المصحف خاصة، ومذاهب العلماء في ذلك، وسمي هذا العلم في العصور المتأخرة بعلم الضبط.

* مراجع إثرائية:

<<  <   >  >>