للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرحمن، ولم يتابعه أحد على إسناد عبد الرحمن في هذا الحديث، وقد بيناه في كتاب "التمهيد" (١).

١٨٣ - مالكُ، عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أبي القُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا وَهُو عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الحِجَابُ، قَالَتْ: فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ عَلَيَّ (٢).

١٨٤ - مالكُ، عن ابن شهاب أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال: أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان قد شهد بدرًا؛ كان تبنى سالمًا الذي يقال له: سالم مولى أبي حذيفة، كما تبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة، وأنكح أبو حذيفة سالمًا وهو يرى أنه ابنه أنكحه بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهي من المهاجرات الأُوَل، وهي حينئذ من أفضل أَيَامَى قريش، فلما أنزل الله تبارك وتعالى في كتابه في زيد بن حارثة ما أنزل فقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} , رُدّ كل واحد من أولئك إلى أبيه، فإن لم يُعْلَمْ أبوه رُدّ إلى مولاه؛


(١) التمهيد (١٩/ ٢٦٣ - ٢٦٤).
(٢) الموطأ (١٢٥٦)؛ والبخاريُّ (٥١٠٣) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك؛ ومسلمٌ (٣٦٤٤) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك؛ والنسائيُّ (٣٣١٦) قال: وأخبرنا هارون بن عبد الله قال: أنبأنا معن قال: حدثنا مالك.