الحمد لله ربِّ العالمين، وصلواته وسلامه على محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النِّمري:
الحمد لله شكرًا على ما هَدَى وأَلْهم وأَنْعم، وعلَّم وَوَهَب وفهَّم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ولا لِنَعْلم إلا ما علَّمناه؛ فسبحانه المبتدي بالنعم تفضُّلًا منه على العباد، الهادي مَن يشاء منهم ممّن اختصه برحمته إلى سبيل الرشاد، وبَعَثَ الرُّسُل ونَهَجَ السُّبُل، وَخَتَم أنبياءه - صلَّى الله عليهم وسلّم - بأكرمهم عليه، وأحبِّهم إليه؛ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل عليه القرآن بالحجة والبرهان، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيّ عن بينة، وأَجْمَل في كتابه جُمَلَ فرائضه، وأَحْكَم شرائع دينه الذي ارتضاه لخلقه، وجَعَلَ إلى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بيانَ ما في كتابه من ذلك أَجْمل، وتفصيلَ ما مِنْه أَشْكل؛ فقال تبارك اسمه:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}(١)؛ فبيَّن صلوات الله عليه ما بالناس الحاجة إليه، حتى أكمل الله الدين، وأقام به الحجة على العالمين، صلَّى الله عليه وعلى آله أجمعين.