للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَتَّى عُرِفَت الكَرَاهِيَةُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا؛ اِكْلَفُوا مِنَ العَمَلِ ما لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ" (١).

[إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري]

يُكْنى أبا يحيى، وقيل: أبو نجيح، والأول أصحّ وأكثر، قال الواقدي: "كان مالك لا يقدّم عليه في الحديث أحدًا" (٢) ومات بالمدينة سنة أربع وثلاثين ومائة.

لمالك عنه خمسةَ عشر حديثًا كلّها مُسندةٌ، منها عن أنسٍ عَشَرَة:

٨ - مالكُ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالكُ يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا


(١) الموطأ (٢٥٨). قال في "التمهيد" (١/ ١٩١): "هذا حديثٌ منقطعٌ من رواية إسماعيل ابن أبي حكيم، وقد يتصل معنى ولفظًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث مالك وغيره من طرق صحاح ثابتة".
وقال في "التمهيد" (١/ ١٩٤): "قوله: "إنَّ اللهَ لَا يَمُلّ حَتَّى تَملُّوا" معناه عند أهل العلم: أن الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم، ولا يسأم من إفضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل له، وأنتم متى تكلّفتم من العبادة ما لا تطيقون لَحِقَكُمْ الملل، وأدرككم الضعف والسآمة، وانقطع عملكم؛ فانقطع عنكم الثواب لانقطاع العمل؛ يحضهم - صلى الله عليه وسلم - على القليل الدائم، ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الإسراف عليها، وأن الملل سبب إلى قطع العمل".
(٢) انظر: "تهذيب التهذيب" (٣/ ٢٣٢).