للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن بكير: "نضّاحك رقيقك".

وقال ابن القاسم في تفسير النضّاح "الرقيق" قال: "ويكون في الإبل".

وقال الليث وغيره من أصحاب ابن شهاب في هذا الحديث:

"فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتّى قَالَ: أَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ وَاعْلِفْهُ نَاضِحَكَ" وهذا هو الصواب.

وقال الخليل: والناضح الجمل يُستقى عليه.

وقد بيّنّا القول في إجارة الحجام في كتاب "التمهيد" (١).

٢٣٧ - مالكُ، عن ابن شهاب عن حرام بن سعد بن محيصة أَنّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطَ رَجُلٍ فَأَفْسَدَتْ فِيهِ فَقَضَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ عَلَى أَهْلِ الحَوَائِطِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ وَأَنَّ ما أَفْسَدَتْ المَوَاشِي بِاللّيْلِ ضَامِنٌ عَلَى أَهْلِهَا (٢). انتهى.

هكذا روى هذا الحديث جميع رواة "الموطأ" مرسلًا، وكذلك


(١) التمهيد (٢/ ٢٢٤).
(٢) الموطأ (١٤٣٥). قال في "التمهيد" (١١/ ٨٢): "هذا الحديث وإن كان مرسلًا، فهو حديث مشهور، أرسله الأئمة، وحدث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز، وتلقوه بالقبول، وجرى في المدينه به العمل، وقد زعم الشافعي أنه تتبع مراسيل سعيد بن المسيّب، فألفاها صحاحًا، وأكثر الفقهاء يحتجون بها، وحسبك باستعمال أهل المدينة وسائر أهل الحجاز لهذا الحديث".