للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أوضحنا معنى رواية أبي النضر في باب أبي النضر من كتاب "التمهيد".

ومضى القول في إسناده، ومعناه في باب ابن المنكدر هناك.

والمعنى في رواية أبي النضر مختصرًا؛ أي: إذا لم يكن خروجكم إلا فرارًا منه فلا تخرجوا، وأما إذا كان خروجكم غير فارين فلا بأس به إن شاء الله.

٢٧٢ - مالكُ، عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن رجل عنده رِضًى أنه أخبره أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا مِنِ امْرِئٍ تَكُونُ لَهُ صَلَاةٌ بِلَيْلٍ يَغْلِبُهُ عَلَيْهَا


= أبي النضر، وقد جعله جماعةٌ من أهل العلم لحْنًا وغلطًا، والوجه فيه عند أهل العربية أن دخول "إلا" في هذا الموضع إنما هو لإيجاب بعض ما نُفِي بالجملة؛ كأنه قال: لا تخرجوا منها إذا لم يكن خروجكم إلا فرارًا؛ أي: إذا كان خروجكم فرارًا فلا تخرجوا، والنصب هنا بمعنى الحال، لا بمعنى الاستثناء، والله أعلم، وفي ذلك إباحة الخروج ذلك الوقت من موضع الطاعون للسفر، على الجاري من العادات، إذا لم يكن القصد الفرار من الطاعون، وقد كان بعض شيوخنا وشيوخ شيوخنا يروونه في هذا الحديث: "لا يخرجكم إلا فرار منه" بالرفع، وهذا إن صح بمعنى قوله: فلا تخرجوا منها إلا فرار منه؛ أي: لا تخرجوا منها الخروج الذي يخرجكموه إلا فرار منه، وقد كان بعض الشيوخ ممّن رواه بالرفع يرويه: "لا يخرجكم إلا الإفرار منه" على المصدر، وهذا ينكره أهل النحو في مصدر الفرار، وأجازه أهل اللغة على لغة شاذة في الفرار، والله أعلم، وهذا المصدر خطأٌ عند أهل النحو واللغة وغير معروف في الرواية".