والقول عندي فيه -والله أعلم- قول مَن قال: (عن أبيه عن جده)، وإليه مال الدارقطني -رحمه الله-. وقد بيّن الحافظ في "التمهيد" معنى الكلمة التي ورد التحذير منها وتلك التي ورد الحض عليها؛ فقال (١٣/ ٥١): "لا أعلم خلافًا في قوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) أنها الكلمة عند السلطان الجائر الظالم ليرضيه بها فيما يسخط الله -عَزَّ وجَلَّ-، ويزين له باطلًا يريده من إراقة دم أو ظلم مسلم ونحو ذلك مما ينحط به في حَبْلِ هواه، فيبعد من الله، وينال سخطه، وكذلك الكلمة التي يُرضي بها الله -عَزَّ وجَلَّ- عند السلطان ليصرفه عن هواه ويكفه عن معصية يريدها، يبلغ بها أيضًا من الله رضوانًا لا يحسبه، والله أعلم، وهكذا فسره ابن عيينة وغيره، وذلك بَيِّنٌ في هذه الرواية وغيرها". (١) الموطأ (٢٠٨).