للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي" وتلك الساعة لا يصلَّي فيها، فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَهَا". قال أبو هريرة: فقلت: بلى، قال: فهو ذاك (١).

هكذا يقول يزيد بن الهادي في هذا الحديث بإسناده: "فلقيت بصرة بن أبي بصرة" وهذا لا يعرف عن أحد في هذا الحديث إلا عن يزيد بن الهادي. والمحفوظ المعروف فيه "فلقيت أبا بصرة الغفاري" وقد أوضحنا ذلك في "التمهيد" (٢)، وفي كتاب "الصحابة" (٣) أيضًا، ولا يعرف بصرة في هذا الحديث إلا بما غلط فيه يزيد بن الهادي.


(١) الموطأ (٢٤١)؛ والترمذيُّ (٤٩١) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك بن أنس؛ وأبو داود (١٠٤٦) قال: حدثنا القعنبي عن مالك.
(٢) قال في "التمهيد" (٢٣/ ٣٧): "لا أعلم أحدًا ساق هذا الحديث أحسن سياقة من مالك عن يزيد بن الهادي، ولا أتم معنى منه فيه، إلا أنه قال فيه: بصرة بن أبي بصرة، ولم يتابعه أحد عليه، وإنما الحديث معروف لأبي هريرة، فلقيت بصرة الغفاري، كذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي أسامة عن أبي هريرة كذلك، رواه سعيد بن المسيّب وسعيد المقبري عن أبي هريرة، كلهم يقول فيه: فلقيت أبا بصرة الغفاري، ولم يقل واحد منهم: فلقيت بصرة بن أبي بصرة: كما في حديث مالك عن يزيد بن الهادي، وأظن الوهم فيه جاء من قبل مالك، أو من قبل يزيد بن الهادي، والله أعلم".
(٣) قال الحافظ في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (١/ ٥٦): "وأظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهادي، والله أعلم".