للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصَّدَقَةُ لآلِ مُحَمَّدٍ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ" (١).


(١) الموطأ (١٨١٨). قال في "التمهيد" (٢٤/ ٣٥٩): "قرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال: حدثنا أبو عبيدة بن أحمد قال: حدثنا محمد بن علي بن داود قال: حدثنا سعيد بن داود قال: حدثنا مالك بن أنس أن ابن شهاب حدثه أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه قال: اجتمع ربيعة بن الحارث وعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين؛ لي والفضل بن عباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلَّماه فأَمَّرَّهُما على هذه الصدقة، فَأديَّا ما يؤدّي الناس، وأصابا ما يصيب الناس، قال: فبينا هم كذلك جاء علي بن أبي طالب فدخل عليهما فذكرا ذلك له؛ فقال علي: لا تفعلا، فوالله ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة بن الحارث، فقال: والله ما تفعل هذا إلا نفاسة علينا، فوالله لقد نلت صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما نفسناه عليك، فقال: أنا أبو حسن أي قرم، فأَرْسلُوهُما فانْظُرُوا، ثم اضطجع، قال: فلما صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر سبقناه إلى الحُجَر، فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بأيدينا، ثم قال: أَخْرِجا ما تصدران، ثم دخل ودخلنا عليه، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش، قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا، فقال: يا رسول الله أنت أبر الناس وأوصل الناس، وقد بَلَغْنا النكاح فجئنا لتؤمِّرنا على هذه الصدقات، فنؤدي إليك ما يؤدي العمال، ونصيب ما يصيبون، قال: فسكت طويلًا، حتى أردنا أن نكلمه، حتى جعلت زينب تُلْمِعُ إلينا من وراء الحجاب ألا تكلماه، ثم قال: "إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس، ادعوا لي محمية" وكان على الخُمُس، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فجاءاه، فقال لمحمية: "أنكح هذا الغلام ابنتك للفضل بن عباس" فأنكحه، وقال لنوفل بن الحارث: "أنكح هذا الغلام" لي، فأنكحني، ثم قال لمحمية: "اصدق عنهما من الخمس كذا وكذا".