للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذَلِكَ إلا مِثْلًا بمثلٍ ووزنًا بوزنٍ (١).

قد ذكرنا علة إسناد هذا الحديث في كتاب "التمهيد" (٢).

٨٠ - مالكُ , عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد قال: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد، فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسله لنا شيئًا نأكله! وجعلوا يذكرون من حاجتهم، قال: فَذَهَبْتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدْتُ عنده رجلًا يسأله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا أَجِدُ ما أُعْطِيكَ" فتولى الرجل عنه وهو مغضب، وهو يقول: لَعَمْرِي إنك لَتُعْطِي مَنْ شئتَ! فقال


(١) الموطأ (١٣٠٢)؛ وأحمدُ (٢٨٠٨١) قال: حدثنا يحيى بن سعيد؛ والنسائيُّ (٤٥٧٢)، وفي "الكبرى" (٦١٢٠) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما: (يحيى، وقتيبة) عن مالك، به.
(٢) (٤/ ٧١). وملخّص ما قرّره -رحمه الله- أن ظاهر هذا الحديث الانقطاع؛ لأن عطاء لا يَحفظُ له ابن عبد البرّ سماعًا من أبي الدرداء، وما يظنه سمع منه شيئًا، ومُمْكن أن يكون سمع عطاء من معاوية لتأخّر وفاته إلى سنة ٦٠ هـ، وقد سمع عطاء من أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة هم أقدم موتًا من معاوية، ولكنه لم يشهد هذه القصة؛ لأنها كانت في زمن عمر، ثم قال -رحمه الله-: "على أن هذه القصة لا يعرفها أهل العلم لأبي الدرداء إلا من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، وأنكرها بعضهم؛ لأن شبيهًا بهذه القصة عرضت لمعاوية مع عبادة بن الصامت، وهي صحيحة مشهورة محفوظة لعبادة مع معاوية من وجوه وطرق شتى، وحديث تحريم التفاضل في الورِق بالورِق والذهب لعُبادة، محفوظ عند أهل العلم، ولا أعلم أن أبا الدرداء روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصَّرْف ولا في بيع الذهب بالذهب ولا الورق بالورق حديثًا، والله أعلم". التمهيد (٤/ ٧٢ - ٧٣).