الحمد لله الذي جعل العلم النافع طريقًا موصلًا لرضاه، وصراطًا يتبعه مَنْ أراد هداه، ويحيد عنه من ضلَّ واتبع هواه، {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}[القصص: ٥٠]، وأشهد أن لا إله إلا الله، رفع شأن العلم وأهله حتى وصلوا من المجد منتهاه، ومن العِزِّ أعلى ذُراه، فمن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى جنته وعلاه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الهداة التقاة، ومن سار على نهجه إلى يوم لقاه.
أما بعد: فهذا شرح حائية ابن أبي داود بحلته الجديدة، وطبعته الرابعة، وقد كنتُ شرحته مرارًا وطُبِعَ الشرحُ للمرة الأولى عام ١٤٢٩ هـ، وسميته:«نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود» وهي منظومة من منظومات العقيدة المتميزة بحسن السبك، وجمال العبارة، جمع فيها الناظمُ - رحمه الله - عيونَ المسائل وأمهات الأبواب في العقيدة، شرحتها شرحًا مقتضبًا يفي بالمقصود، ويصل بالطالب إلى المنشود، سائلًا الله الكريم أن يبارك فيه، وأن ينفع به، ويجزي خيرًا كل من ساهم في إخراجه وسعى في نشره وتعميم فائدته.