فعلى هذا لا يصح تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة، ويكون الصحيح أن البدع كلها مذمومة.
• أقسام البدعة باعتبار وصف مقترفها:
تنقسم البدعة من حيث وصف مقترفها إلى ثلاثة أقسام:
١) بدعة مُكَفِّرَة: وهي ما ثبت فيها دليل يدل على أن فاعلها كافر، كبدعة القدرية في إنكارهم علم الله سبحانه، وبدعة القائلين بحلول الله تعالى في بعض مخلوقاته واتحاده بها، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.
٢) بدعة مُفَسِّقَة: وهي ما لم يثبت فيها دليل يدل على وصولها لدرجة الكفر، كبدعة المولد النبوي، وإحياء ليلة الإسراء، وغيرها من البدع العملية.
٣) بدعة لا تصل لحد الفسق: وهي التي يكون أصلُ العمل فيها مشروعًا، ولكن صفته أو هيئته مبتدعة، وهي ما تُعرف بالبدعة الإضافية، كبدعة الدعاء الجماعي بعد الصلوات، والذكر على هيئة الاجتماع بصوت واحد.
وهذا التقسيم للبدعة يُفيد في طريقة التعامل مع أهل البدع والنكير عليهم، فمن كانت بدعته مُكفِّرة لا يُعامل معاملة من كانت بدعته مُفَسِّقة، ومن كانت بدعته دون الفسق، لا يعامل معاملة من كانت بدعته فوق ذلك.
والأصل في التقسيمات التي يضعها العلماء أنَّها أمور اجتهادية لا مشاحة فيها، والهدف منها تسهيل العلم وتيسير فهمه؛ ولذلك نجد العلماء يقسمون بعض الأشياء باعتبارات مختلفة، وقد يقسمونها تقسيمات متعددة باعتبارٍ واحد.