وقال الأوزاعي: كان يحيى بن أبي كثير وقتادة يقولان: «ليس من شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء» (١).
ولهذا أفاض السلف في التحذير من مذهب الإرجاء وبيان المذهب الحق ودخول أعمال الجوارح في مسمى الإيمان لامتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة البدن.
فالعمل الظاهر لازم للعمل الباطن، فوجوده وجود للباطن، وانتفاؤه انتفاء للباطن.
أدلة أهل السنة:
دلَّ الكتاب والسنة والإجماع والعقل على دخول العمل في مسمى الإيمان وأنه ركن فيه لا ينفع الإيمان إلا به.
أدلة الكتاب: تنوعت دلالة الكتاب على ركنية العمل ودخوله في مسمى الإيمان، فمن ذلك:
أولًا: نفي الإيمان وإطلاق الكفر على من تولى عن الطاعة: كقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [النور: ٤٧].
وقوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: ٣٢].
(١) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٣١٨) رقم (٦٤١)، والآجري في الشريعة (٢/ ٦٨٢)، وابن بطة في الإبانة (٢/ ٨٨٥) رقم (١٢٢٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute