للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقُلْ: يُخْرِجُ اللهُ الْعَظِيمُ بِفَضْلِهِ ... مِنَ النَّارِ أجْسَادًا مِنَ الفَحْمِ تُطْرَحُ



هذا البيت في مسألة عصاة المؤمنين وحكمهم في الآخرة، وعصاة المؤمنين كما لا يخفى هم: من كانوا موحدين لكن توحيدهم ناقص، ويشمل ذلك أهل الكبائر وغيرهم.
ومذهب أهل السنة والجماعة: أنهم تحت المشيئة إن شاء الله غفر لهم وإن شاء عذبهم، بدليل قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨]، فهم تحت المشيئة إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم، فهم مستحقون للعذاب، وأمرهم إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم.
والخلاصة: أن مصير هؤلاء في النهاية دخول الجنة وعدم التخليد في النار أما الكفار والمشركون والمنافقون النفاق الأكبر المخرج من الملة فيخلدون في النار.

• مسألة: ما الطوائف التي ضلت في مسألة عصاة المؤمنين؟
ضل في هذا طائفتان:
١) الخوارج: الذين يكفرون مرتكب الكبيرة ويخرجونه من الملة، ويقولون: هو خالد مخلد في النار كالكافر، يعني: لا فرق بين إنسان عاق لوالديه وبين الكافر.
٢) المعتزلة: وهم الذين يخرجون العصاة من الإيمان ولا يدخلونهم في الكفر، ويقولون: لا مؤمن ولا كافر بل هو في منزلة بين المنزلتين، إن مات من غير توبة فهو مخلد في النار.
وهاتان الطائفتان قد ضلتا في هذا الباب، وخالفوا بذلك القرآن، والرد عليهم في أربع كلمات من القرآن قال تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨]، فهذه الآية فيها الرد على هاتين الطائفتين.

<<  <   >  >>