للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تُنْكِرَنْ جَهْلًا نَكِيرًا وَمُنْكَرًا ... ولا الحوْضَ وَالْمِيزَانَ إِنَّكَ تُنْصَحُ



والفرق بين جبر الجهمية وجبر الأشاعرة: أن جبر الجهمية جبر خالص؛ لأنهم لا يثبتون للعبد فعلًا ولا قدرة أصلًا، وأما جبر الأشاعرة فهو جبر مبطن؛ لأنهم يثبتون للعبد قدرة لكنها غير مؤثرة وينسبون الفعل إليها وهذا هو الكسب عند الأشعري، والخلاف بينهم لفظي (١).

• ما الفرق بين القدرية والجبرية؟
كلاهما قد غلا في هذا الباب، فالقدرية غلوا في نفي القدر، والجبرية غلوا في إثبات القدر.
والمذهب الحق في هذه المسألة: مذهب أهل السنة والجماعة الذين توسطوا وقالوا: إن العبد له مشيئة واختيار لكن تحت مشيئة الله تعالى، فالعبد ليس مستقلًا بمشيئته، ولهذا قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: ٢٨، ٢٩].
فقوله: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}: رد على الجبرية.
وقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}: رد على القدرية.
فالله عز وجل أراد الخير والشر بمشيئته الكونية، ولم يرض من العبد الكفر والمعاصي شرعًا ودينًا (٢).
•قوله: «ولا تُنْكِرَنْ جَهْلًا نَكِيرًا وَمُنْكَرًا * ولا الحوْضَ وَالْمِيزَانَ إِنَّكَ تُنْصَحُ» سبق الكلام عن هذه المسائل: منكر ونكير والحوض والميزان في شرح اللامية.

<<  <   >  >>