للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الرافضة فهم أخبث هذه الطوائف على الإطلاق، وليس ضلالهم خاصًّا بهذه المسألة، بل ضلوا في أبواب كثيرة من الدين، لعلي أشير إلى شيء يسير من ذلك لأهمية هذا الموضوع في هذا الزمان، وسأجعل النقل من كتبهم حرصًا على التوثيق والدقة:

أولاً: ماذا يقول الرافضة عن القرآن؟

يقول الرافضة عن القرآن - الذي قال الله فيه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: ٩]، وقال فيه: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤١، ٤٢]- إنه مُحرَّفٌ ومُغيَّر كما صَرَّح بذلك علماؤهم.

قال صاحب كتاب (مشارق الشموس الدرية) (١): « ... والحاصل فالأخبار من طريق أهل البيت أيضًا كثيرة, إن لم تكن متواترة على أن القرآن الذي بأيدينا ليس هو القرآن بتمامه كما أُنْزِلَ على محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو محرف ومغير، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة ... ». ثم قال: «إنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ».

وقال صاحب كتاب (أوائل المقالات) (٢): «إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان».


(١) ص (١٢٧).
(٢) ص (٩١).

<<  <   >  >>