للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ومنهم من يقول: الإيمان اعتقاد القلب وقول اللسان فقط، ولا تدخل الأعمال في حقيقة الإيمان، وهذا قول حماد بن أبي سليمان، وتلميذه أبي حنيفة وأتباعه، وهم من يسمون بـ (مرجئة الفقهاء)، وخلافهم مع أهل السنة لفظي من وجه، ومعنوي من وجه آخر، حيث منعوا الاستثناء في الإيمان، والزيادة والنقصان فيه (١).

والمقصود أن المرجئة ضلوا في إخراج الأعمال من الإيمان أي أن الأعمال لا تزيد في الإيمان شيئًا، إذن الخوارج والمرجئة من أشد الطوائف خطرًا على المسلمين، وكثيرًا ما يحذر العلماء من هذا المذهب الفاسد.

• موقف أهل السنة من المرجئة:

قال إبراهيم النخعي - رحمه الله - عن المرجئة: «لفتنتهم عندي أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة» (٢)، يعني بالأزارقة الخوارج.

وقال أيضًا: «تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري (٣)» (٤).

وقال الزهري: «ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على الملة من هذه» يعني: أهل الإرجاء (٥).


(١) انظر: التوضيحات الأثرية لمتن الرسالة التدمرية ص (٤٣٣).
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٣١٣) رقم (٦١٧)، وأبو بكر الخلال في السنة (٤/ ١٣٧) رقم (١٣٦١)، وابن بطة في الإبانة (٢/ ٨٨٥) رقم (١٢٢١).
(٣) ثوب سابري: رقيق، وكل رقيق سابري، والسابري من الدروع الرقيقة السهلة وأصله سابوري منسوب إلى سابور فثقل عليهم فقالوا سابري. ينظر: جمهرة اللغة (١/ ٣١٠).
(٤) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٣١٣) رقم (٦١٨)، وأبو بكر الخلال في السنة (٤/ ١٣٨) رقم (١٣٦١)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٥/ ١٠٦١) رقم (١٨٠٧).
(٥) أخرجه الآجري في الشريعة (٢/ ٦٧٦) رقم (٢٩٥).

<<  <   >  >>