للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَبِالْقَدَرِ المقْدُورِ أَيْقِنْ فَإِنَّهُ ... دِعَامَةُ عَقْدِ الدِّينِ، والدِّينُ أَفْيَحُ



وقد استدل الإمام مالك - رحمه الله - بهذه الآية الأخيرة على كفر الروافض، لأن الله قال: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} ولا يرتاب في الصحابة ويبغضهم إلا من كان كافرًا، وأشد الخلق بغضًا للصحابة هم هذه الطائفة كفانا الله شرهم.
•قوله: «وَبِالْقَدَرِ المقْدُورِ أَيْقِنْ فَإِنَّهُ» في هذا البيت يتحدث الناظم عن مسألة القدر، والقدر: هو الركن السادس من أركان الإيمان بالله، وقد جاء النص عليه في حديث جبريل الشهير: «قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بالله، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» (١).
والإيمان بالقدر: هو الإيمان بعلم الله تعالى وبتقديره للأمور قبل حدوثها وبأفعال الله تعالى وإرادته ومشيئته وخلقه وإيجاده.
وقد جاء ذكر القدر في الكتاب العزيز في عدة آيات منها: قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩]، وقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: ٢].
•مسائل متعلقة بهذا الباب•:

• المسألة الأولى: هل القدر هو القضاء أو بينهما فرق؟
الجواب: كلام أهل العلم يدل على أنه لا فرق بينهما، وإن كان القضاء أعم من القدر، فالقضاء يأتي بمعنى القدر أي أن الله قدر الأشياء، ويأتي القضاء بمعنى أعم وهو الحكم بين الناس والفصل بينهم، كما في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [يونس: ٩٣] والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الصحيحين: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ» (٢).

<<  <   >  >>