وهذه الجملة اشتملت على النهي عن رمى المسلم بالكفر أو الألفاظ التي تحمل هذا المعنى كقول القائل لأخيه المسلم:«يا عدو الله»، فهذا التكفير أو الرمي بهذه الألفاظ يعود إلى قائله إن لم يكن المرمي بذلك أهلًا لذلك، كما هو ظاهر الحديث.
• قواعد مهمة في وسطية أهل السنة:
القاعدة الأولى: أن أهل السنة والجماعة وسط في هذا الباب بين المكفرة وبين المرجئة، وسط بين من غلا في التكفير ومن غلا في الإرجاء، فمنهج أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون إلا من كفره الله ورسوله، فليسوا كالمكفرة الذين يكفرون بأهواء وجهل، وليسوا كالمرجئة الذين ينفون تكفير الكافر الذي كفره الله ورسوله.
بل هم وسط بين هؤلاء وهؤلاء، كما هم وسط بين المذاهب الأخرى الضالة في أمور كثيرة، قال شيخ الإسلام في الواسطية عن أهل السنة:«وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم، وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم، وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية»(١).
إذن، أهل السنة مذهبهم مذهب الاعتدال والوسط، فهم ليسوا كالحرورية الخوارج الذين يكفرون صاحب الكبيرة بمجرد ارتكابه للكبيرة.