للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليسوا أيضًا كالمرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، ويعدون مرتكب الكبيرة كامل الإيمان.

وهذان المذهبان باطلان، والحق مذهب أهل السنة الذين كانوا وسطًا بين هؤلاء وهؤلاء، فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن ناقص الإيمان ويقولون: مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.

القاعدة الثانية: أن أهل السنة لا يكفرون أحدًا بمجرد ارتكابه ناقضًا من النواقض، أو بمجرد أن يفعل كفرًا أو يقول كفرًا، لا يكفرون فاعل الكفر ولا قائل الكفر حتى تقوم عليه الحجة ويبين له الحكم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى: «وليس لأحد أن يكفر أحدًا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك؛ بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة» (١).

ومن الذي يقيم الحجة على من وقع في الكفر؟

الجواب: هم أهل العلم الذين يعلمون الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهم الذين لديهم القدرة على إقامة الحجة، أما آحاد العوام الذين لا علم عندهم فهؤلاء ليسوا أهلًا لإقامة الحجة.


(١) مجموع الفتاوى (١٢/ ٤٦٦).

<<  <   >  >>