للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[- عقيدته ومذهبه]

كان الناظم ابن أبي داود - رحمه الله - على عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا أدل على ذلك من نظمه الذي بين أيدينا، الذي أوضح فيه عقيدة السلف الصالح، وقد جاء عنه في بعض نسخ هذه المنظومة أنه قال في نهايتها: «هذا قولي، وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل - رحمه الله -، وقول من أدركنا من أهل العلم، وقول من لم ندرك من أهل العلم ممن بلغنا قوله، فمن قال عليَّ غير ذلك فقد كذب» (١).

ومما يؤكد سلامة عقيدته شهادة كثير من العلماء له بذلك كالآجري، وابن أبي يعلى، وابن القيم، والذهبي، وغيرهم.

وقد اتُّهِم - رحمه الله - بالنصب - أي: نصب العداء لآل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن هذه التهمة عرية من الصحة، بل الثابت عنه - رحمه الله - خلاف ذلك، حيث نجده يثني على أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ويذكر فضائلهم ومآثرهم.

وقد برأ نفسه من هذه التهمة في حياته ولم يجعل من رماه في حِل، حيث قال: «كل مَنْ بيني وبينه شيء، أو ذكرني بشيء فهو في حل، إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب» (٢).

وجاء في هذه المنظومة ما يشهد على براءتِه من هذه التهمة، حيث قال في البيت السادس عشر:

وَرَابِعُهُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ بَعْدَهُمْ ... عَلِيٌّ حَلِيفُ الخيْرِ بِالخَيْر مُنْجِحُ

وأما مذهب ابن أبي داود الفقهي فهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل؛ ولذلك ترجم له الحنابلة في طبقاتهم، كابن أبي يعلى، وابن مفلح، وغيرهما.


(١) ينظر: طبقات الحنابلة (٢/ ٥٤).
(٢) ينظر: تاريخ بغداد (١١/ ١٣٦).

<<  <   >  >>