للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

..... ... كَمَا قَالَ أَتْباعٌ لِجَهْمٍ وَأَسْجَحُوا




• أيهم أشد خطرًا على المسلمين اليهود أم المنافقون؟
الجواب: المنافقون لأنهم بين ظهراني المسلمين ويغتر بهم الناس؛ ولهذا كانوا أخطر من اليهود، وجعل الله مصيرهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، وهكذا الواقفة يغتر بمذهبهم الناس، كما يغترون بالمنافقين.
•قوله: «كَمَا قَالَ أَتْباعٌ لِجَهْمٍ» هنا إشكال وهو أن الناظم قال عن الواقفة كما قال أتباع لجهم، وقد مر بنا أن الجهمية الذين ينسبون إلى الجهم، يقولون: إن القرآن مخلوق، أما الواقفة فيتوقفون في ذلك، فكيف يقول الناظم إنهم أتباع لجهم؟
الجواب: لأن الواقفة قالوا بالتوقف تأثرًا بمذهب الجهم بن صفوان، فما قالوه عن القرآن سببه مذهب الجهم، فهم أرادوا الفرار من هذا المذهب.
ويمكن أن يجاب بجواب آخر: وهو أنهم انحرفوا في مسألة القرآن وضلوا كما ضل أتباع الجهم، فوجه المشابهة بينهما في الضلال.
•قوله: «وَأَسْجَحُوا» الإسجاح في اللغة: هو اللين والتساهل، وفي الصحيحين من حديث سلمة بن الأكوع، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ» (١) أي: ملكك الله أمر الناس فلِنْ معهم وكن هينا في التعامل معهم، وهنا الواقفة لانوا مع الجهمية وجاملوهم، والواجب التصريح بأن القرآن منزل غير مخلوق.
وجاء في بعض نسخ الحائية: «وَأَسْمَحُوا» أي: تَسَمحوا بالقول في خلق القرآن وتساهلوا فيه، وكلا اللفظين معناهما واحد.

<<  <   >  >>