للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَا تَقُلِ الْقُرْآنُ خَلْقٌ قَرَأْتُهُ ... فَإِنَّ كَلَامَ الله بِاللَّفْظِ يُوضَحُ



•قوله: «وَلَا تَقُلِ الْقُرْآنُ خَلْقٌ قَرَأْتُهُ» المذاهب التي خالفت أهل السنة في القرآن ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: مذهب الجهمية والمعتزلة وهو أن كلام الله تعالى شيء منفصل عن الله مخلوق، خلقه الله تعالى (١).
المذهب الثاني: مذهب الواقفة.
المذهب الثالث: مذهب من قال لفظي بالقرآن مخلوق (٢).
والمؤلف هنا يشير إلى المذهب الثالث، فهل هو حق أو باطل؟
الجواب: أن هذه الجملة محتملة فتحتمل حقًّا وتحتمل باطلًا، فعليه لا بد من التفصيل، فيقال لهذا القائل: إن كان المقصود بقولك لفظي بالقرآن مخلوق كلام الله فهذا باطل، وإن كان القصد ذات التلفظ الذي تتلفظ به بلسانك مخلوق، من حيث أن اللسان مخلوق وصوت المتلفظ مخلوق، فهذا صحيح، فلذلك كان أهل العلم من أهل السنة يقولون: «الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري».
فعلى هذا يجب التفصيل في هذه الجملة؛ لأنه قد يراد بها حق، وقد يراد بها باطل، وأهل السنة يتحاشون هذه الجملة مخافة الإيهام.
وهنا فائدة لطالب العلم، وهي: أن يحرص على أن يكون كلامه واضحًا ويجتنب الإيهام مخافة إيقاع الناس في ما هو محذور.

<<  <   >  >>