•قوله: «وإِنَّ رَسُولَ الله للخَلْقِ شَافِعٌ» في هذا البيت يتحدث الناظم عن الشفاعة التي تكون للنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -. ولأهمية موضوع الشفاعة، ولأن أهل البدع خالفوا أهل السنة في هذه المسألة فسأفصل فيها: فالشفاعة: هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، ويطلق هذا التعريف على الشفاعة سواءٌ كانت في أمور الدنيا أو الآخرة. والشفاعة في الدنيا: تجري بين الناس وتكون حسنة وتكون سيئة، فالشفاعة لدى الآخرين من أجل تخليص الحقوق أو درء المظالم، أو نحو ذلك من حاجات الناس المباحة سعي مشكور وعمل مبرور، بخلاف الشفاعة في إبطال الحقوق أو إقرار الباطل، أو تعطيل حد، فجهد مذموم وعمل مردود. وقد دلت النصوص الشرعية على ما تقدم، قال الله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} [النساء: ٨٥]. ومن الأدلة من السنة ما جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا شَاءَ» (١).