للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقُلْ يَنْزِلُ الجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ... ...................................



الجواب: يقولون: المراد باليد هنا القدرة.
والرد عليهم بأن الله ذكر اليدين بلفظ التثنية، فهل تثبتون لله قدرتين؟ ولو قالوا بذلك لتناقضوا، والصواب في هذه المسألة أن نثبت اليد لله على ما يليق بجلاله, من غير تمثيل بأيدي المخلوقين.

• مسألة: هل يقال إن لله تعالى يدًا أخرى وهي الشمال أو لا يقال بذلك؟
الجواب: أنه جاء في بعض الروايات عند مسلم إثبات الشمال لله سبحانه وتعالى، لكن أكثر الأحاديث لم تأت بهذه التسمية، وإنما جاء فيها: «كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» (١)؛ لذلك حكم بعض أهل العلم على رواية مسلم بالشذوذ، ولكن رجح بعض المحققين أنه لا تنافي بين الروايتين؛ لأن المعنى في قوله: «كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» أن اليد الأخرى ليست كالشمال بالنسبة للمخلوقين؛ لأن شمال المخلوق ناقصة عن اليمنى، أما يداه سبحانه فسواء في الكمال (٢).
•قوله: «وَقُلْ يَنْزِلُ الجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» أثبت الناظم في هذا البيت صفة النزول على ما يليق بجلاله تعالى، والأحاديث الواردة في هذا متوافرة متضافرة، رواها جماعات من الصحابة، ولهذا نص أهل العلم على أن أحاديث النزول بلغت حد التواتر، نص عليه شيخ الإسلام في الفتاوى، وابن القيم في الصواعق وغيرهما من أهل العلم، ومذهب أهل السنة في هذا الباب قائم على أصلين:
١) الإثبات بلا تمثيل.
٢) التنزيه بلا تعطيل.
فنثبت ولا نمثل وننزه ولا نعطل.

<<  <   >  >>