للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَدْ يُنْكِرُ الجهْمِيُّ أَيْضًا يَمِينَهُ ... وَكِلْتَا يَدَيْهِ بالْفَوَاضِلِ تَنْفَحُ



•قوله: «وَقَدْ يُنْكِرُ الجهْمِيُّ أَيْضًا يَمِينَهُ» أي: أن الجهمية ينكرون صفة من صفات الله، وهي صفة اليد، وصفات الله تعالى باعتبار تعلقها بذات الله وأفعاله تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
١) صفات ذاتية: والضابط في معرفتها أنها لا تنفك عن الله، مثال: اليدين، البصر، السمع، القدم، الوجه.
٢) صفات فعلية: كالاستواء، والنزول، والضحك.
٣) صفات ذاتية فعلية: كصفة الكلام، فهي ذاتية باعتبار أصل الصفة، وفعلية باعتبار آحاد الكلام.
والصفات الفعلية نوعان:
النوع الأول: فعلية متعدية كالرحمة.
النوع الثاني: فعلية غير متعدية كالإتيان والمجيء.
• ما الفرق بين الصفات الذاتية والفعلية؟
الجواب: أن الذاتية لا تنفك عن الله، فهي لازمة لذاته أزلًا وأبدًا، وأما الفعلية فهي متعلقة بمشيئته سبحانه.
والمقصود أن ما ذكره الناظم هنا هو إنكار على الجهمية الذين أنكروا صفة اليد لله تعالى.
و(قد) في قوله: «وَقَدْ يُنْكِرُ الجهْمِيُّ»، للتحقيق، ومعنى البيت: أن الجهمية كما أنكروا رؤية الله فهم ينكرون إثبات اليدين لله تعالى، مع أن القرآن صريح في إثبات اليدين لله تعالى.
إذن ماذا يقولون عن الآيات الواردة في إثبات اليدين لله كقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]؟

<<  <   >  >>