للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَدْ يُنْكِرُ الجهْمِيُّ هَذَا وَعِنْدَنَا ... بِمِصْدَاقِ مَا قُلْنَا حَدِيْثٌ مُصَرِّحُ



٣) أهل الشرك: الذين جعلوا الملائكة بنات الله، كما قال تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ} [النحل: ٥٧] والآيات في ذلك كثيرة.
• ما مناسبة هذا البيت لما قبله وما بعده؟
الجواب: البيت الذي قبله عن الرؤية، وكذلك الذي بعده، والمؤلف أراد بهذا البيت الرد على النفاة الذين أنكروا الرؤية مخافة تشبيه الخالق بالمخلوق، وقالوا: لو أثبتنا الرؤية لأثبتنا له الجسم وشبهناه بالخلق؛ لأن الرؤية لا تقع إلا على ذي جسم.
فهم قاسوا هذا القياس الباطل، فرد المؤلف عليهم بأنه ليس بمولود وليس بوالد، ولا يشبه خلقه؛ ولهذا أهل السنة يثبتون الصفات التي دلت عليها النصوص من غير تشبيه.
• قوله: «وَقَدْ يُنْكِرُ الجهْمِيُّ» (قد) هنا جاءت للتحقيق، أي: حقيقة مقال الجهمي إنكار رؤية الله.
وقد جاء هذا البيت بعد قول الناظم:
وَلَيْسَ بِمَوْلُودٍ وَلَيْسَ بِوَالِدٍ ... وَلَيْسَ لَهُ شِبْهٌ تَعَالَى الْمُسَبَّحُ
والجهمي لا ينكر هذا، وإنما المراد إنكاره للرؤية.
• قوله: «وَعِنْدَنَا» أي: نحن معشر أهل السنة والجماعة.
•قوله: «بِمِصْدَاقِ مَا قُلْنَا حَدِيْثٌ مُصَرِّحُ» أي: يصدق ما قلنا في رؤية الله يوم القيامة حديث صريح في إثبات الرؤية، لا يحتمل التأويل.

<<  <   >  >>