للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس معنى ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس له إلا هذه الدعوة المستجابة، بل قال أهل العلم: «معناه دعوة أُعِلم أنها تستجاب لهم أي: للأنبياء ويُبْلَغ فيها مرغوبُهم» (١).

ومن أحاديث الشفاعة ما جاء في الصحيحين أيضًا عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلي»، وذكر منها: «وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» (٢).

وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» (٣).

هذه نماذج من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة.

وأما الإجماع: فقد أجمع السلف الصالح من أهل السنة والجماعة على إثبات الشفاعة يوم القيامة وفق ما ورد في النصوص الشرعية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

ولم ينكر الشفاعة أو بعض أنواعها إلا المبتدعة.

قال أبو حاتم وأبو زرعة رحمهما الله تعالى: «أدركنا العلماء في جميع الأمصار ... فكان من مذهبهم أن الشفاعة حق» (٤).

ومن الشواهد أيضًا على اتفاق أهل السنة على إثبات الشفاعة يوم القيامة أن المصنفين من أئمة أهل السنة وعلمائهم الذين ألَّفوا كتبًا أو رسائل في العقيدة قد نصوا على الشفاعة وأثبتوها، ومنهم:


(١) الشفا للقاضي عياض (١/ ٢٢٣)، وشرحه للقاري (١/ ٤٧٨).
(٢) صحيح البخاري (١/ ٧٤) رقم (٣٣٥)، وصحيح مسلم (١/ ٣٧٠) رقم (٥٢١).
(٣) صحيح مسلم (٤/ ١٧٨٢) رقم (٢٢٧٨).
(٤) عقيدة أبي حاتم الرازي وأبي زرعة ص (١٩٩).

<<  <   >  >>