للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن كثير -رحمه الله-: ((أي: هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس ... من الضلالات، والجهالة الباطلة ... )) (١).

وقال ابن الجوزي -رحمه الله-: ((والمعنى: أَلَهُمْ آلهة (شرعوا) أي: ابتدعوا (لهم) دينًا لم يأذن به الله؟ )) (٢).

فحكم الله تعالى على الذين شرعوا لهم -أي: ابتدعوا لهم- بأنهم اتخذوهم شركاء من دونه، والعياذ بالله.

قال سيد رحمه الله تعالى (٥/ ٣١٥٢):

((وليس لأحد من خلق الله أن يشرع غير ما شرعه الله، وَأَذِنَ به، كائنًا مَنْ كان)).

والتشريع أعم من أن ينحصر في تشريع الحكام أحكامًا ما أنزل الله بها من سلطان .. بل هو يشمل هؤلاء، ويشمل كذلك من شرع للناس عبادة من صلاة، أو ذكر، لم يأذن بها الله.

أو شرع لهم طريقًا للوصول إلى الحكم غير طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

أو استحسن لهم طريقة في الدعوة، أو في نظام الحكم، غير طريقة السلف ... كل ذلك يدخل في التشريع المبتدع، وكل ذلك سواء.

ثانيًا: أن الابتداع في الدين أخطر من ارتكاب الذنوب والمعاصي؛ لأن صاحبه يشرع، فيضاهي بابتداعه شرع الله وأحكامه، وذاك يعصي ويخطئ.


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ١٢٠).
(٢) زاد المسير (٧/ ٢٨٢).

<<  <   >  >>