وقد سبق قول الإمام مالك -رحمه الله- تفسيرًا لهذه الآية:((وَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، فَلَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا)) (١).
فاللهُ بَيَّنَ، والرسولُ أوضح وَبَلَّغَ، والسلف فَصَّلَ وَسَلَكَ، فلم يَعُدْ لأحد في الدين رأي، ولا كلمة إلا العمل والاتباع.
وعلى هذا؛ فحذار أن تتكلم كلمة، أو تعتقد عقيدة، أو تتعبد عبادة، أو تخترع طريقة، أو تسلك سبيلًا، أو تتصرف تصرفًا، إلا وعليه نورٌ وشاهدٌ من كتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفعل سلف هذه الأمة؛ كي تحفظ لطريقك استقامته، ولنفسك سلامتها، وإن الله لن يسألك: لِمَ لَمْ تبتدع؟ .. ولكنه سيسألك: لِمَ لَمْ تتبع؟
وهذا هو معنى قول السلف:((اقتصادٌ في سبيل وَسُنَّةٍ خيرٌ من اجتهاد في بدعة)).
وإياك والاستحسانَ، والتزيين، والمصلحة المخالفة للنص، وتقليد الرجال، وإن وَثَقْتَ بهم .. فهذه من أوسع أبواب البدع، وبها ضَلَّتِ الطوائف، والأمم.
ولقد مَرِضَ الإمام أحمد، وبِشْرُ بن الحارث، فجاء الطبيب، فدخل على بِشْرٍ، فسأله عَمَّا يجد، فقال:((أحمد الله إليك، أجد كذا وكذا)).