للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رغم أن أَكْلَ اللحم عادة، وليس عبادة، لكن لما ألزم نفسه بالامتناع منه، وجعل ذلك عبادة، صار بدعة محرمة.

[الترهيب من الابتداع]

وردت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة في تحريم الابتداع، والتحذير من عواقبه، وجعلته سببًا في الضلالة، وَبَابًا للكفر.

وما ورد عن السلف في هذا يَرْوِي الْغَلِيلَ، ويشفي العليل، وسيأتي تفصيل ذلك، كُلٌّ في بابه.

ومن تلك النصوص:

قوله تعالى:

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: ٢١].

وفيه دليل جَلِيٌّ على أنه لا يجوز سلوكُ أَيِّ طريق في الدين إلا بإذن مُسَبَّقٍ من الله تعالى ... وإلا كان صاحبه مبتدعًا.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -:

((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ)) (١).

وهذا نصٌّ عامٌّ في كل إحداث، وأنه مردود على صاحبه ... ولهذا كان صاحب البدعة ضالًّا في الدنيا، خاسرًا في الآخرة، نعوذ بالله من الخذلان.


(١) مسلم (١٧١٨)، وغيره.

<<  <   >  >>