للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[موقف الصحابة والسلف من الابتداع في الطرق]

ولقد بلغ حِرْصُ الصحابة -رضوان الله عليهم- على الاتباع، وتحذيرهم من الابتداع، وخوفهم منه مبلغًا عظيمًا.

قال الزهري: ((دخلت على أنس بن مالك وهو يبكي، قلت: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف شيئًا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وقد ضُيِّعَتْ)) (١).

وإذا كان هذا الصحابي يبكي وهو في زمن القرن الأول، فكيف لو رأى أهل زماننا وهم يبدلون ويغيرون في دين الله، وما يخترعون من طرق، وما يبتدعون من أفكار؟ ! ! ...

((لا شك أنه يهتم بقشور ... لأن في عهده كان عِزُّ الإسلام، وفي عهده كانت فتوح الإسلام، ثم يبكي على القشور! ! لا مِرْيَةَ أَنَّهُ متآمر))! !

وهاك صحابي آخر مثل أخيه ((يبحث عن القشور ... )) (٢)! ! !

فعن حصين قال: ((كنت إلى جنب عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ - رضي الله عنه -،


(١) رواه البخاري (٥٢٩).
(٢) حسبنا الله على الذين يتهمون الصحابة بلسان حالهم، وحسبنا الله على الذين لا يفهمون أساليب اللغة العربية، فيتهمون عباد الله بما ليس فيهم؛ غباوة أو حقدًا، ناسين أو متناسين أسلوب القرآن الكريم بمثل هذا. {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

<<  <   >  >>