فقال الطبيب للإمام:((إن أخاك بِشْرًا إذا سألته بدأ بالحمد، وأنت لا تفعل)).
فقال أحمد للطبيب:((سَلْهُ عَمَّنْ أخذ هذا؟ ))، فأخبره بالسند عن ابن سيرين، أنه قال:((إذا حَمِدَ العبدُ قبل الشكوى، لم يكن شكوى)).
فكان أَحْمَدُ بعد ذلك يحمد الله، ثم يذكر ما يجد (١).
فانظر كيف كان هؤلاء الأخيار حريصين على الاتباع، مشفقين من الابتداع، وخذ منهم عبرة وقدوة، وإياك وأصحاب المصالح الذين لا يعرفون اتباعًا، ولا يغادرون ابتداعًا!
واعلم أن الأفعال والأعمال مُحَاسَبٌ فيها على أمرين، إِنِ استقامَا استقمتَ، ونجوتَ، وإن فاتك أحدهما هلكت.
- إخلاصك لله وحده ...
- واتباعك شرعه، والسلف، في كل قول، أو فعل {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}، لا كما هويتَ، واشتهيتَ، وأردتَ.
واحذر من أمرين:
الأول: جدالك في غير بَيِّنَةٍ واضحة؛ كالجدال في المصالح، والاحتجاج بالنتائج، وما شابه ذلك من الْمُزَيِّنَاتِ.
(١) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (٢٣١)، طبعة الخانجي بمصر.