للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له سبيل يخرج به عمَّا عليه الصحابة وأهل الحديث، وَيَدَّعِي أن سبيله هو الصواب .. وجدت أنهم المراد بهذا الحديث الذي ضربه المعصوم الذي لا يتكلم عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)) (١).

ثم سَرَدَ أمثلةً عن العقلانيين الذين يقدمون عُقُولَهُمْ على النصِ .. أو الفلسفةَ وعلمَ الكلامِ .. ثم قال ما خلاصته: إن الطوائف الإسلامية المنشقة عن الجماعة الأم هم المقصودون بالأحاديث، وهم الموصوفون بالضلال، وهم كلهم في النار.

[خطورة الابتداع في الطرق]

ولا تَقِلُّ خطورة البدع في الطرق عن خطورتها في الآراء والعبادات، وذلك من جهة تبديل المشروع ومضاهاته.

قال الشاطبي:

((المبتدع معاند للشرع ومشاق له .. فإنه يزعم أَنَّ ثَمَّ (هناك) طرقًا أُخر ليس ما حصره الشارع بمحصور .. كأن الشارع يعلم، ونحن نعلم)) (٢).

قال عمر بن عبد العزيز: ((أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وترك ما أحدثه الْمُحْدِثُونَ ... فارضَ لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم)) (٣).

فهل رضي أهل زماننا بما رضي لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبما رضي لهم سلفنا الصالح من سبل السلام؟ ؟ حتى راحوا يُحْدِثُونَ الآراء، ويبتدعون الطرق! !


(١) مجموع الفتاوى (٥/ ٥٧ - ٥٨).
(٢) الاعتصام (١/ ٤٩).
(٣) المصدر السابق (١/ ٥٠).

<<  <   >  >>