للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقلدين بذلك أعداء الله! !

وقول الشاطبي عن لسان حالهم: ((كأن الشارع يعلم .. ونحن نعلم)) إنما هو في زمانه، وأما في زماننا فلسان حالهم يقول: ((نحن أعلم من الشارع، والصحابة، والسلف .. وَأَفْقَهُ، وَأَحْكَمُ، وأصلح))، وذلك بدعوى المصالح، وَتَغَيُّرِ الوسائل والزمان.

وليعلم إخواننا -هدانا الله وإياهم- أن المسلم، أو أي كائن كان، لا يمكنه السير على طريقين، ولا التحرك في اتجاهين، ولا الأخذ من منهجين في آن واحد {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: ٤].

قال سيد رحمه الله (٥/ ٨١٨) في ظلال هذه الآية:

((إِنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَّجِهَ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ أُفُقٍ وَاحِدٍ، وَلَا أَنْ يَتَّبِعَ أَكْثَرَ مِنْ مَنْهَجٍ وَاحِدٍ، وَإِلَّا نَافَقَ، وَاضْطَرَبَتْ خُطَاهُ .. فَلَا يَنْهَجْ مَنْهَجَيْنِ، وَلَا يَتَّجِهِ اتِّجَاهَيْنِ، وَمِنْ ثَمَّ فَهُوَ مَنْهَجٌ وَاحِدٌ، وَطَرِيقٌ وَاحِدٌ، وَاتِّجَاهٌ وَاحِدٌ ... )).

إذن؛ مَنْ لم يكن على طريق الْهُدَى، كان على طريق الضلالة ولا رَيْبَ.

{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: ٣٢].

{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص: ٥٠].

لَا خَلْطَ:

قال ابن القيم في تفسيره لهذه الآية: ((فقسَّم الأمرَ إلى أمرين لا ثالثَ لهما:

- إما الاستجابة لله والرسول وما جاء به.

<<  <   >  >>