هي -بل هم-: طوائف اجتمعوا على السياسة، وتفرقوا عليها، ولم يجتمعوا على أسس الطائفة المنصورة التي أَمَرَنَا الله تعالى بالاجتماع عليها؛ ولذلك تجدهم يجمعون في صفوفهم ما هب ودب.
سواء كان المجتمعون على عقيدة واحدة أو مختلفة، صحيحة أو فاسدة، وسواء كانوا على تربية أو على غير ذلك!
وسواء كانوا من الطوائف الضالة أو ممن ينتسب إلى الطائفة المنصورة، كل ذلك لا يَهُمُّ! !
المهم عندهم: الوصول إلى الحكم، سواء بطريق نبوي، أو همجي لا منهجي، أو علماني، أو شيوعي، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة؛ ولذلك أدخلوا فيهم في بعض البلاد جُهَّالَ القبائل وزعماءها .. وفي بلد آخر: اتفقوا مع من كان يلعن أبا بكر وعمر! .. وفي ثالث: شاركوا النصارى في الانتخابات! .. وفي رابع: تحالفوا مع العلمانيين الذين كانوا يُكَفِّرُونَهُمْ! !
كل ذلك من أجل الوصول إلى الحكم، ويا ليت الحكم كله، إذن لهان الأمر، ولكنه بعض الحكم، وتحت ظل من لا يقيم لحكم الله وزنًا ..
ولو كان هؤلاء الإخوة يدركون حقيقة التوحيد ومعالمه، ومقصود شريعة الله وغايتها ... لَعَلَّمُوا أتباعَهُمُ التوحيدَ، وَلَسَعَوْا لإقامة شريعة الله في النفوس قبل الأرض، فإن غاية الإسلام: هداية العباد قبل حكمهم، وإقناعهم قبل إكراههم، على القاعدة المنهجية العظيمة: