من المؤسف حقًّا أن يكون معظم المسلمين، وكثير من دعاتهم ومشايخهم، لا يعلمون معنى الابتداع، ولا يدركون خطورته.
ولذلك تراهم يبتدعون، ويحثون على الابتداع، وتجد أكثرهم يستهزئون بالمُتَّبِعِينَ، ويحاربونهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، وترى كثيرًا من الحزبيين، والسياسيين، والفكريين، والواقعيين، لا ينهون عنه، ولا ينأون عنه، وهم يظنون أنهم بهذا أقوم طريقًا، وأحسن سبيلًا!
ولو أنهم علموا معنى الابتداع، وأدركوا خطورته، وأنه أحب شيء إلى الشيطان بعد الشرك؛ لِمَا له من أثر عظيم في هَدْمِ الدين، كما هُدِمَتْ به الأديان مِنْ قَبْلُ، لَمَا فعلوا الذي فعلوا، وما قالوا الذي قالوا.
وتكمن خطورة الابتداع في:
أولًا: أن المبتدع يُنَصِّبُ نَفْسَهُ في منزلة الْمُشَرِّعِ، ولا يشرع إلا الله.