للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكيف لو رأى أهلَ زماننا وبدعهم؟ ! وكيف لو سمعهم وهم يتنحنحون استهزاءً بالسنن وأصحابها، والاتباع ودعاته؟ ! فما عساه يقول أو يفعل! ! فإلى الله المشتكى، وإليه عاقبة الأمور.

وأخيرًا:

إليك هذه النصيحة من رجل تربى على يد إمام السبيل - صلى الله عليه وسلم -، واتبعه على بصيرة، مصداقًا لقوله تعالى:

{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: ١٠٨].

وهو الصحابي الجليل أُبَيُّ بن كعب الذي لا ينتمي إلا إلى الجماعة الأم .. قال - رضي الله عنه -:

((عَلَيْكُمْ بِالسَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ عَلَى سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ ذَكَرَ الرَّحْمَنَ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، فَتَمَسُّهُ النَّارُ أَبَدًا، وَإِنَّ اقْتِصَادًا فِي سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ، خَيْرٌ مِنِ اجْتِهَادٍ فِي خِلَافِ سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ)) (١).

ولا شك أن هذا الصحابي الجليل ليس بينه وبين بعض الجماعات المعاصرة حساسية، أو معاداة شخصية، حملته على أن يقول هذا الذي كأنه صادر من مشكاة النبوة .. فلعل إخواننا إن كان عندهم شك في علم من ينصحونهم ونياتهم ألَّا يكون عندهم شك في علم الصحابي، ونيته، وصدق نصيحته!

ومن عرف هذا عرف كيف تتفرق الجماعات عن الجماعة الأم بالآراء


(١) اللالكائي (شرح أصول الاعتقاد) (١/ ٥٤)، ابن الجوزي (تلبي إبليس) (صـ ١٠)، وذكره الشاطبي في (الاعتصام) (١/ ٨١ و ٩٤)، والبغوي في (شرح السنة) (١/ ٢٠٨).

<<  <   >  >>