للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن وهب: سمعتُ مالكًا يقول: ما آية في كتاب الله أشد على أهل الاختلاف، وأهل الأهواء من هذه الآية {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} .. قال مالك: فأي كلام أَبْيَنُ من هذا؟ !

وهؤلاء -وإن كانوا يَدْعُونَ إلى وحدة المسلمين- لكن دعوتهم لا تتجاوز أفواههم؛ وذلك لبقائهم على حزبياتهم التي فرقوا بها المسلمين؛ ولفقدان التأصيل في دعوتهم.

ودعوة لا تُبْنَى على أسس شرعية، وضوابطَ سلفية، دعوة لا حقيقة لها.

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة: ١٠٩].

وإنه لمن القول بلا عمل، والدعوى بلا امتثال -التي تجلب مَقْتَ الله وغضبه- أن ندعو إلى وحدة المسلمين .. في الوقت الذي نتمسك فيه بأحزابنا ..

وإنه لمن المراوغة والمخادعة، بل إنه لمن السخرية حقًّا، أن ندعو إلى وحدة المسلمين التي بها عزهم في الوقت الذي ندعو فيه إلى جماعاتنا.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢].

كيف يستقيمان ..

دعوة إلى حزبية، ودعوة إلى وحدة؟ ! ؟

<<  <   >  >>