للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي قوله تعالى: ((والذين اتبعوهم)) إشارة إلى استمرارية هذا الوجود، وعموميته، وعدم انقطاعه، وأن ثمة رجالًا مستمرون على هذا السبيل، وأن قِوَامَ هذا الاستمرار هو الاتباع ((اتَّبَعُوهُمْ)).

فإذا فُقِدَ حَمَلَة المنهج، أو انعدم شرط الاتباع، فَقَدَتِ الجماعة هذه الصفة؛ وبالتالي فليست هي الطائفة المنصورة.

[من السنة]

ويؤيد هذا ويوضحه قوله - صلى الله عليه وسلم -:

((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون)) (١).

ففي قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال)) دلالة واضحة، وَبَيِّنَةٌ ناصعة، على صفة ((الاستمرارية)) للطائفة المنصورة.

وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((طائفة)) دليل على وجود الجماعة التي تَنْصُرُ قَتُنْصَرُ، وهي بمنزلة السند في الحديث، وهم كالسلسلة، تأخذ كلُّ حلقة بعنق أختها، بلا انقطاع زمني، ولا انفصال بشري.

وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ظاهرين على الحق)) دليل على وجود المنهاج، والقيام بأمره، قولًا وعملًا، حركةً ورسمًا.

قال شيخ الإسلام: ((لَكِنَّ أهلَ السنة يَبْقَوْنَ، ويبقى ذِكْرُهُمْ، وأهل البدعة يموتون، ويموت ذكرهم)) (٢).


(١) أخرجه البخاري رقم (٧٣١١، ٧٤٥٩، ... )، ومسلم (٣/ ١٥٢٣)، وغيرهما.
(٢) الفتاوى (٢٨/ ٣٨).

<<  <   >  >>