للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هو مفهوم فطري]

إن هذا المفهوم هو مفهوم فطري قبل أن يكون مفهومًا شرعيًّا، فإن الجيوش لا تغلب إلا إذا كانت مهلهلة في تنظيمها، هشة في بنيانها.

وإن الإنسان لا يمرض من الداء فحسب، إلا إذا كان ضعيفًا في مقاومته، عليلًا في بدنه.

وإن السد لا يُهْدَمُ من قوة الماء فحسب، إلا أن يكون ضعيفًا في تماسكه، مصدعًا في بنيانه، إذ لو كان يُهْدَمُ من قوتها فحسب، لَمَا بقي سد على وجه الأرض .. فتدبر.

مَثَلُنَا وَمَثَلُهُمْ:

إِنَّ مَثَلَ الذين يُحَمِّلُونَ ما أصابهم أَنْفُسَهُمْ كَمَثَلِ الطبيب الذي يغذي الجسم، ويقوي مناعته، ويعمل لوقايته، حتى إذا جاءه المرض -أَيُّ مرض- صَدَّهُ، وفي نَحْرِهِ رَدَّهُ.

ومثل الذين يُحَمِّلُونَ ما أصابهم غَيْرَهُمْ كَمَثَلِ الطبيب الذي يتحدث عن الجراثيم وأنواعها، والأمراض وأخطارها، ويهمل مداواة الجسم ووقايته، فتضعف مناعته، فإذا جاءه المرض -أَيُّ مرض- استفحل فيه، وأهلكه .. ثم ألقى تبعة ذلك على الداء.

وَمَثَلُنَا وَمَثَلُهُمْ:

كَمَثَلِ رجل رأى سَيْلًا قادمًا، فأنذر قَوْمَهُ، فقام فريق منهم بصمت يبنون سدًّا، ويحفرون مجرى، ويدعمون بيوتهم، ويحمون أهليهم.

<<  <   >  >>