للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلى يبلغ البنيانُ حتمًا تمامَهُ ... إذا كنتَ تبنيه بصبر وَتُحْكِمُ

فما دام أُسُّ البيت صُلْبًا مُوَطَّدًا ... تعالى البنا رغم المعاولِ تَهْدِمُ

وإن كان أُسُّ البيت هشًّا مدعَّمًا ... بعاطفة الأحداث خَرَّ يُدمدم (١)

وإن كان أُسُّ البيت قولًا مُزَيَّنًا ... تهاوى البنا رغم الهتافِ يُحمحم (٢)

ولو زِنْتَ أسبابَ البلايا فلن تجد ... كمثلِ الحماسِ الفج داءً يُداهم

ومن كانت التقوى أساسَ بنائه ... فما ضَرَّهُ كيدٌ ورجمٌ ودمدمُ

كذا أنبياء الله كانت حياتهم ... جهادًا وصبرًا لا يُكَّلُ ويُسأمُ

فقام البنا رغم المكائد شامخًا ... نسور السما تبغي علاه وأنجم

والله الهادي إلى سواء السبيل.

[خلاصة هذا المفهوم]

إن من فقه الأولويات الواجب تقديمَ التربيةِ، والإعداد الإيماني -كما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة- على كثير من الأمور.

وإنهما لمن عوامل النصر والتمكين الأساسية، وإن الإعراض عنهما، أو إهمالهما مُفْضٍ إلى نتائج لا تُحْمَدُ، وضلال مستطير.

وإن الاستجابة لتحرش الآخرين، أو إثارتهم، قبل التربية والإعداد، وقبل وحدة الصف والبناء، يعني بالضرورة هَدْمَ ما يُبنى، واستنفاذ الطاقات، وتضييع الشباب، وتحقيق أهداف العدو .. وَقَدْ كَانَ ...

نصحتُ لهم نصحي بمنعرج اللِّوَى ... فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغد

فهل من معتبر؟ !


(١) دمدم: هدم.
(٢) قال في القاموس: الحمحمة: عر الفرس حين يقصر في الصهيل ويستعين بنفسه. والمقصود تغطية قلة أعمالنا وسوئها بكثرة كلامنا وصراخنا.

<<  <   >  >>