للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن بيننا وبين ذلك مفاوز كثيرة، نسأل الله تعالى السداد والمقاربة.

[عقوبة المخالفين]

إن الذين حاولوا تغيير الواقع قبل تغيير الأنفس، ثم أخفقوا، عليهم إدراك هذا المفهوم العظيم، والعمل به.

وإن الذين ما يزالون يحاولون تغيير واقعهم قبل تغيير ما بأنفسهم، عليهم أن يتفهموا ما أراد الله منهم:

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].

فإن لم يتفهموا ذلك فعليهم -على أقل الأحوال- أن يَتَّعِظُوا بما جرى من أحداث السيرة، والتاريخ الإسلامي.

فإن لم يتعظوا بالماضي، فعلى الأقل أن يتعظوا بإخوانهم، وما جرى لهم، وما هم عنهم ببعيد.

فإن لم يكن شيء من ذلك .. فلسوف يَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعد حين.

إن الذين يحاولون تغيير المجتمعات بدءًا من الحكام -قبل تغيير ما بأنفس المسلمين- إنما يَجْرُونَ وراء سراب، وَيَسْعَوْنَ نحو خيال.

إن مَثَلَهُمْ كَمَثَلِ رجال يبنون هرمًا بدءًا من رأسه .. وهيهات هيهات!

إن هذا لا يعني من قريب أو بعيد أن لا جهاد، ولا خروج ولا أَمْرَ بمعروف، ولا نهي عن منكر بالشروط الشرعية.

كلَّا .. وألف كلَّا .. فهذا أمر .. وذاك أمر آخر.

قال سيد:

((ليست المطالبة بإقامة النظام الإسلامي، وتحكيم الشريعة الإسلامية، هو نقطة

<<  <   >  >>