للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هل اتعظ المعاصرون بفشل مناهجهم، وما جَرَّتْ من ويلات على أُمَّتِهِمْ، فغيروها؟ ! اللهم لا .. إلا مَنْ أَخْلَصَ وَاتَّبَعَ.

وهيهات هيهات .. إننا ما زلنا دون ذلك بمفاوز.

قال شيخ الإسلام عند قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: ٥٣]:

((التغيير نوعان:

أحدهما: أن يبدِّلوا ...

الثاني: أن يغيروا الإيمان الذي في قلوبهم بضده من الريب، والشك، والبغض، ويعزموا على ترك فعل ما أمر الله ورسوله، فيستحقون العذاب .. )) (١).

قال القرطبي:

((أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير .. كما غَيَّرَ الله بالمنهزمين يوم أُحُدٍ؛ بسبب تغيير الرماة ما بأنفسهم)) (٢).

إننا بحاجة إلى تغيير أنفسنا التي سنحاسب عليها قبل السعي لتغيير أرضنا وما عليها.

إننا بحاجة إلى الرجوع إلى هذا القرآن؛ لننهج منهجه، ونتبع نَبِيَّهُ، ولتلهج به ألسنتنا، ويلج في قلوبنا، ونعمل بأحكامه بجوارحنا، ونسلك درب حوارييه خيرِ خلق الله بعد أنبيائه عليهم السلام ...


(١) مجموع الفتاوى (١٤/ ١٠٩).
(٢) تفسير القرطبي (٩/ ٢٩٤).

<<  <   >  >>