للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وسلم -:

((خمس بخمس: ما نقض قوم العهد إلا سُلِّطَ عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا المكيال إلا مُنعوا النبات، وأُخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حُبس عنهم القطر)) (١).

[التحليل الصحيح]

وَلَمَّا هَدَمَ اللهُ سَدَّ مأرب لم يُرْجِعْ ذلك إلى الأسباب المادية رغم وجودها (٢)، بل جعل سبب ذلك إعراضهم عن دينهم، وظلمهم أنفسهم، وأناط الفعل بنفسه؛ ليؤكد سبحانه أنه هو الذي فَعَلَ بهم هذا، لا الأسباب المادية البحتة.

قال سبحانه: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: ١٦].

{وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ: ١٩].

وكذلك لَمَّا هُزِمَ المسلمون في أُحُدٍ، وفي أولِ معركةِ حُنَيْنٍ، لم يُرْجِعِ الله ذلك إلى أسباب عسكرية، رغم وجودها، ولكنه -سبحانه- أَرْجَعَ ذلك إلى ما كسبت أيديهم.

ولو أردنا تتبع ((الباء السببية)) في عقوبة الخلق في كتاب الله تعالى، لطال بنا المقام، والعاقل يكفيه الدليل، والدليلان.


(١) الطبراني في الكبير (١١/ ١٠٩٩٢)، وصححه شيخنا في صحيح الجامع (٣٢٤٠).
(٢) إننا لا ننكر الأسباب المادية التي خلقها الله، ولكن ننكر الغفلة عن سببها.

<<  <   >  >>