للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما المعاند فلو جئتَه بمائة دليل لَأَوَّلَ النصوص، ولوى أعناقها، وحرَّف المقصود، كما فعلت يهود من قبل.

{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} [البقرة: ١٤٥].

[لوازم هذا المفهوم]

وبناء على هذا المفهوم المهم؛ كان أفراد الطائفة المنصورة الأولى يُرْجِعُونَ كُلَّ مصائبهم، وهمومهم، وأمراضهم الفردية والجماعية، إلى ما كسبت أيديهم.

حتى إذا شاكت أحدهم شوكة، أو أصابته سَعْلَةٌ، أرجع ذلك إلى ذنب فعله، أو إثم اقترفه؛ عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم -:

((لا يصيب رجلًا خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر)) (١).

قال ابن كثير عند قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ... } الآية [النور: ٦٣]:

((أي: عن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو سبيله، ومنهاجه، وطريقته، وسننه، وشريعته ...

{أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ٦٣]:

أي: في الدنيا، بتقتيل، أو حَدٍّ، أو حَبْسٍ، أو نحو ذلك)) (٢).


(١) رواه ابن جرير (٨/ ٩٩٦٩) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٩٧) لعبد بن حميد وله شواهد كثيرة أُنظرها في صحيح الجامع (٧٦٠٨ - ٧٦٠٩)، (٥٦٣٩ - ٥٦٣٤ - ٥٦٩٤).
(٢) تفسير ابن كثير (٣/ ٣١٩).

<<  <   >  >>